"مهرجان إهدنيات الدّولي"... ثقافة، فنّ، إبداع وترفيه...

بعد النّجاح الذي حقّقه مهرجان إهدنيات الدَّولي في السّنوات الماضيّة، إذ جَمَع ألمع الفنّانين والمغنّيين العالميين والمحلّيين وسط أجواءٍ إهدنيّة ساحرة، كما حضره آلاف الزّوار من مختلف المناطق والبلدات اللبنانيّة وقصده العديد من المغتربين، فتحوّل إلى تجربةٍ فريدة تربط بين الثقافة، الفن، الإبداع والتّرفيه.
من جديد، في صيف هذه السّنة، ستلمع سماءُ إهدن، البلدة الجبليّة الشمالية العريقة، بليالٍ فنيّة يضيئها أشهر النّجوم العالميون وآخرون من لبنان والعالم العربي، كما سيُزيَّن مسرح إهدنيات بأروع الاستعراضات الموسيقيّة والفنيّة فتتشكّل مع طبيعة إهدن الخلابة أجمل اللوحات الساحرة، مستمرّةً لنحو الشّهر ابتداءً من 29 تموز (يوليو) وتنتهي في 18 آب (أغسطس) .
تشهد ليلة الإفتتاح الواقعة في 29 تموز (يوليو)، تقديم رائع بعنوان : Cine Orchestre. سهرة فنية ثقافية سينمائية موسيقية مشهدية حالمة تجمع السينما والموسيقى والمسرح مع الاوركيسترا الفيلارمونيا اللبنانية المؤلفة من سبعين عازف بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، مع مشهديات مسرحية مباشرة (رقص وغناء) اعداد واخراج جورج خبّاز وفريق عمله .كما انها ليلة تكريم السينما والموسيقى  من إخراج "مهرجان إهدنيات الدّولي"
أما في 4-5 آب (أغسطس) ولليلتين متتاليتين سيطّل قيصر الغناء كاظم الساهر ضمن فعاليات مهرجان إهدنيات الدولي إذ أصبحت إستضافته بمثابة تقليد سنوي في برنامج المهرجان كونها السنة الخامسة على التوالي لمشاركته .
وفي11آب (أغسطس) سيكون لعشاق الأغنيّة الفرنسيّة الرومنسيّة لقاءً مع المغنّي Michel Sardou الذي بعد 4 سنوات من جولته المتألّقة والناجحة، عاد إلى خشبة المسرح مع "الرّقصة الأخيرة" أو “La DerniereDanse” . إلى جانب اروع ما غنى ك “La Maladie D’amour” ، “ je vais t’aimer”,  سيغني ساردو أغانٍ جديدة شاكراً بها، محبيه الذين تابعوه لمدّة  50 سنة. يذكر ان ساردو حتى الآن باع أكثر من 100 مليون نسخة من أغانيه حول العالم.
من الرومانسيّة وكلام الحبّ ينقلنا مهرجان "إهدنيات" الدَّولي في 12 آب (أغسطس) إلى حفلةٍ غنائية من نوعٍ آخار مع " مشروع ليلى"،  فرقة موسيقى الروك البديل المؤلّفة من 5 أعضاء والتي تتميّز بأسلوبها الخاص إذ طرحت الفرقة المواضيع الحساسة من السياسة، الدين والتّحدّيات التي تواجه الشّباب في العالم العربي.
أما الختام في 18 آب (أغسطس) سيكون مع المغني العالمي Taio Cruz الذي ب “Dynamite” وغيرها من الأغاني، سيولع المسرح ويشعل الأجواء.
وكما كل عام مهرجان اهدنيات الدولي يخصص حصة كبيرة للأطفال، إذ أنّهم جزء لا يتجزّء من الفن، الثقافة والموسيقى، وهي اربع حفلات غنائية واستعراضات مسرحيّة راقصة تمتد لنحو الشهر  ويذكر ان المشاركة فيها مجانية .
لا يقتصر مهرجان إهدنيات الدّولي على الفنّ والتّرفيه فحسب، إنما أيضاً يشمل المواضيع البيئيّة نظراً لأهميّة دورها في حياة الإنسان، من هنا تنظّم لجنة إهدنيات سنوياً ضمن فعاليات المهرجان، حدثاً بيئياً بعنوان: “Ehdeniyat Green Festival”  الذي يهدف إلى نشر التّوعيّة حول أهميّة فرز النّفايات، هذه العمليّة التي تساهم في تحقيق التنمية البشريّة والمستدامة وتساعد على المحافظة على سلامة البيئة ومكوّناتها.
يلعب مبنى الكبرى الأثري دوراً مهماً في إهدن من الناحية التاريخيّة، الأثريّة ويعتبر من أهم المعالم السياحيّة في إهدن كما أصبح جزء من إهدنيات نظراً للنّشاطات التي أُقيمت به خلال فصليّ الشتاء والرّبيع ضمن برامج إهدنيات التي تمتد على جميع الفصول، من هنا سيكمل هذا المبنى مسيرته خلال فصل الصيف حيث ستقام فيه لمدّة شهرين، العديد من المعارض الرّائعة والفريدة من نوعها، بالإضافة إلى النّشاطات الثقافيّة والترفيهية الممتعة والمتنوّعة و التي ترضي جميع الفئات والأعمار.
إلى جانب ذلك ومن وحي السياحة الرياضيّة، يمكن لمحبّي الرّياضة في الطبيعة أن يزوروا حرج إهدن ومحميّته الطبيعية إذ يتسنى لهم ممارسة العديد من النّشاطات من ال “Rappel, Escalade, Parapante”  وغيرها، كما يمكنهم ممارسة رياضة المشي في محميّة حرج إهدن الطبيعية التي تُعدّ من أهمّ المراكزالطبيعيّة في لبنان والشّرق، وقد تكون ملجأً ومحطّة هدوء وراحة لهؤلاء بعيداً عن الضجيج والتّلوّث بكل أشكاله خاصّةً في فصل الصيف إذ أن خلال هذه الفترة تعود الحياة للطّبيعة ومكوّناتها من أشجارٍ، نباتاتٍ وحيوانات. لا سيما تعتبر محميّة حرج إهدن من أهم مقوّمات السّياحة البيئية في إهدن.
والجدير ذكره أن هذه السّنة تنضمّ لمهرجان إهدنيات الدّولي، جمعية "حماية" التي تعنى بالأطفال المعنّفين بهدف حماية البراءة ونشر التوعية في المجتمع حول العنف الجسدي، اللفظي والنفسي ضدّ الأطفل. كما سيعود ريع هذا الحدث إلى "مركز سرطان الأطفال في لبنان" أو“Children Cancer Center”   في لبنان الذي يعنى بمعالجة الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان، وإلى "أكاديمية جورج نسيم خرياطي للسير" أو “GNK Traffic Academy”  التي تهدف إلى نشر التوعيّة حول السلامة المرويرية و  تلقين أطفال وشباب لبنان، المتراوح أعمارهم ما بين 6 و 18 سنة، أخلاقيات وقوانين السير بتقنيات متطورة.  
إهدنيات بات اليوم أكثر من مهرجان، هو تجربة، جمعت الثّقافة، البيئة، الفنّ، الترفيه، التراث والتاريخ في آن واحد. تجربةٍ يكتسبها الزوار أولاً على مدرج إهدنيات الذي يترك بصمة فرح وأمل في قلب كل لبنانيّ مقيمٍ كان أم مغترب، وثانياً من خلال زيارة بلدة إهدن واكتشاف خفاياها وعيش نشاطاتها المتنوّعة فهي البلدة التي لا تنام. والجدير ذكره أنّ تجربة إهدنيات امتدّت على جميع الفصول في الأشهر القليلة الماضية لتبقى إهدن نبض قلب السياحة في جميع مجالاتها.
 
 

مقالات قد تثير اهتمامك