كيفية تأقلم طفلك في دار الحضانة

 تمرّ فترة طويلة على طفلك منذ وضعه في دار الحضانة وهو يستمرّ في البكاء، ومن محبّتك وعاطفتك تجاهه لا تعلمين ماذا تتصرّفين فتعودين لأخذه وتصطحبينه معك، ظنك أنّ هذا الأمر سيكون مفيدًا وسيبعده عن البكاء ويغيب عن بالك عن هذا الأمر سيؤثّر سلبًا عليه وعليك.

رلى-لبنان:

على الرّغم من مرور أربعة أشهرٍ على إدخال ابني دار الحضانة، إلاّ أنّني لا أزال أُعاني معه في كلّ مرّةٍ أوصله فيها إلى الدّار، حيث يرتمي أرضاً ويغرق في نوبة بُكاءٍ شديدةٍ تصل إلى حدّ التّقيّؤ، ما يجعلني أعيده معي إلى المنزل خوفاً عليه. أرشديني إلى الطّريقة التي تُحبّب ابني بالدّار...

إنّ بكاء الطّفل بعد مرور أربعة أشهرٍ على تردّده إلى دار الحضانة، يدلّ على خللٍ ما إمّا في الأساليب المُعتمدة من الحاضنات أو في العلاقة مع الأمّ. في هذا النّطاق، إنّ الخطأ الأساسيّ الذي ترتكبينه يكمُن في إعادته معك إلى المنزل، بينما المفروض عليكِ أنْ تتّبعي أسلوباً يساعده على التّأقلم مع هذا المكان الجديد بشكلٍ تدريجيٍّ، كما سبق وذكرت في العدد الماضي:

  • ـ تبقين معه خلال اليوم الأوّل لمدّةٍ تتراوح بين النّصف ساعةٍ والأربعين دقيقةً، لتكتشفا سويّاً الصّفّ والألعاب...
  • تعتمدين الأسلوب نفسه في اليوم الثّانيـفي اليوم الثّالث، تنسحبين لمدّة خمس عشرة دقيقةً، من دون أن تُغادري المبنى.
  • في اليوم الثّالث، تنسحبين لمدّة خمس عشرة دقيقةً، من دون أن تُغادري المبنى.

في اليوميْن الرّابع والخامس، تُحاولين الانسحاب لمدّةٍ أطول، بعد أن تقبّليه وتُخبريه بأنّك سوف تعودين بعد قليلٍ.

أنصحك باتّباع هذا الأسلوب التّدريجيّ إلى أن تتمكّني من إبقائه ليأخذ قيلولةً برفقة الأولاد، وذلك عند بداية الأسبوع الثّالث. لا شكّ في أنّه سيبكي مُحاولاً التّلاعب لكي ينفّذ رغبته في العودة إلى المنزل، لكنْ عليك أن تريه بأنّك أنتِ مَن يقرّر بخصوص ذلك. والأهمّ أن تكوني حنونةً معه من دون إفراطٍ، وأن تتحمّلي نوبات بكائه، التي سوف تصيبه في المنزل خلال الفترة الأولى.

أمّا دَور الحاضنة أو المعلّمة، فهو فائق الأهميّة هنا، إذْ مطلوبٌ منها أن تُشعر الطّفل بالأمان وأن تُعطيه الأهمّيّة، التي هو بحاجةٍ إليها خلال تواجده ضمن المجموعة.

مقالات قد تثير اهتمامك